لماذا يظهر كل فترة من الزمن نوع جديد من الفيروسات والميكروبات وأين كانت موجودة وهل كان لها وجود قبل ذلك أم أنه فيروس جديد؟ وربما يرد فى ذهننا فيروس الإيدز أو الأيبولا وغيرها من الفيروسات الجديدة.
يقول الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة: فيروس الإيدز أو الأيبولا ليس هو الوحيد أو الأخير فى عالم الفيروسات الجديدة، ففى خلال العشرين عاما الأخيرةن تم اكتشاف ما يقرب من 15 فيروسا جديدا.
لم نكن نعلم أن لها أى علاقة بالإنسان فمن قبل الإيدز اكتشف جاللو وهو نفس العالم الذى اكتشف فيروس الإيدز عام 1983 بعد ظهور أعراضه بعامين نوعين من الفيروسات "اتش تى إل فى 2– "واتش تى إل فى 1" ويسببان فى بعض الحالات أنواعا خطيرة من اللوكيميا أو سرطان الدم وكانت هذه الفيروسات قبل ذلك معروفة بأنها لا تصيب غير القرود والفئران ولا تصيب الإنسان.
وقد ظهرت أول حالة إيدز فى كاليفورنيا عام 1981 والآن هناك ملايين من البشر فى كافة أنحاء العالم مصابون بهذا النوع من الفيروس وينتشر المرض بسرعة رهيبة حتى أن كل 14 ثانية هناك شخص ما فى العالم يلتقط العدوى.
وعندما حاول الباحثون معرفة عمر فيروس الإيدز وهل هو فيروس جديد أم أنه فيروس قديم وحدثت له طفرة جعلته يهاجم الإنسان بهذه الشراسة تبين أن فيروس الإيدز كان متواجدا فى فترة ما بين 20: 100 سنة قبل ظهور أول حالة فى الولايات المتحدة عام 1981 وماذا عن فيروس الأيبولا الذى كان بداية ظهوره عام 1976 فى شمال زائير وجنوب السودان ولا يعلم أحد من أين أتى هذا الفيروس فى الأصل ربما أتى من القردة والفئران أو بعض الحيوانات الأخرى.
ويقول الدكتور عبد الهادى أن أسباب انتشار وظهور هذه النوعية من الفيروسات غير معروف، بالتحديد ولكن هناك عدة عوامل تساعد على ذلك:
أولها: التقدم العلمى المذهل فى وسائل التشخيص والتكنولوجيا التى مكنت الإنسان من اكتشاف كائنات كان لا يمكن أن يراها بالوسائل العادية مثل الميكروسكوب الإلكترونى وغيره.
ثانيا: اختلاف نمط الحياة والهجرة من الريف والغابات إلى الحضر والمدن حاملين معهم الأمراض التى كانت متوطنة فى أماكن معينة والزحام الرهيب فى هذه المدن مما يسهل انتشار أى عدوى، كما اختلفت العادات فيما يتعلق بزواج الأقارب فى القبائل فقد كان المرض ينتقل من خلال الاتصال الجنسى فى نفس القبيلة ولا يخرج خارجها.
ثالثا: وصول الإنسان الأبيض إلى الصحراء الأفريقية بحثا عن المناجم والثروات ومحاولة العيش بنفس الأسلوب فى بلاده سواء من حيث الأكل والشرب وممارسة الجنس مما نقل إليه عدوى هذه الأماكن.
رابعا: التغير الذى حدث فى الجو نتيجة ثقب الأوزون والأمطار الحمضية والإشعاع والتفجيرات النووية وغيرها من الملوثات جعلت الكثير من الحيوانات تهجر مواطنها فى الصحارى والغابات إلى المدن والقرى التى يسكنها الإنسان.
خامسا: وسائل النقل الحديثة والتقدم الرهيب فى وسائل الاتصال جعلت العالم أشبه بقرية صغيرة ينتقل فيها الإنسان بكل ما يحمله ويمكن أن ينقله من أمراض بين أكثر من قارة فى نفس اليوم.
سادسا: الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية ومضادات الفيروسات جعلت هذه الكائنات تغير من تركيبها الجينى من خلال طفرات تحدث فيها وتغير تكوينها.
سابعا: الممارسات الجنسية غير المشروعة، وما تحمله من أمراض ربما لم نكن نعرف عنها شيئا فبعد أن كان عدد الأمراض التى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسى منذ 25 عاما 6 أمراض فقط، أصبحت الآن تتعدى الأربعين مرضا يمكن أن تنتقل من خلال الممارسات الجنسية غير المشروعة من كل من الرجل أو المرأة، فمثلا هناك فيروس "إتش بى فى "والذى يوجد منة 66 سلالة منها 14 نوعا له علاقة بسرطان عنق الرحم وسرطان الأعضاء التناسلية وينتقل عن طريق الاتصال الجنسى.
ثامنا: هناك وكما يقول الدكتور عبد الهادى بعض الفيروسات التى تختفى ثم تظهر بثوب جديد وطريقة عدوى جديدة.
وفى النهاية نجد أن الإنسان كلما اغتر بعلمه وبأنه وصل إلى علاج شيء تظهر له أشياء عديدة أخرى.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع